للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحِد الأَوامِر أي: إذا قضَى شَأْنًا من الشُّؤون فقَدَّره فإنه لا يُعجِزه أن يُوجِده.

ونُجيبُه بالكلِمة: {كُنْ فَيَكُونُ} {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}؛ ولهذا فعِيسى يُوصَف بأنه كلِمة الله؛ أي: كان بكَلِمَته.

فالحاصِلُ: أنه إذا أَراد شيئًا، إذا قضَى أمرًا وقدَّره قال له: {كُنْ فَيَكُونُ}، وهل المُراد المَوْجوداتُ أو المَعْدوماتُ أو الكُلُّ؟

الجَوابُ: الكل حتى لو أَراد إعدامَ شيءٍ قال له: {كُنْ} فيَنعَدِم، فقول المفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [إيجاد شَيْءٍ] لو زادها: "أو إعدامه" لكان خَيْرًا؛ لأنه إذا قضَى أمرًا من إيجاد أو إعدام قال له: {كُنْ فَيَكُونُ}.

أمَّا غَير الله عَزَّ وَجَلَّ فلو أَرَدْت أن تَهدِم بيتًا تَبقَى أيامًا وأنت تَهدِمه، لكن الله إذا أَراد أن يُهدَم هذا البَيْتُ أو القَريةُ كلُّها بكامِلها ماذا يَقول: كُنْ. فيَكون تَنهَدِم، تَكون هَباءً.

فإِذَنْ نَقول: إذا قضَى أمرًا بإيجاد شيءٍ أو إِعْدامه، {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩] كلُّ شيء بقَدَر، الصغير والكبير، المُتعَلِّق بأفعاله وأفعال عِباده، كلُّ شيء خلَقه فهو بقَدَر {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ} ويَتأخَّر المأمور؟

الجواب: {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} لمْح البَصَر ليس شيءٌ أسرَعَ منه واحِدة بدون تَكرار.

{كُنْ فَيَكُونُ} الفاء للتَّعقيب، وقال تعالى في بَعْث الناس: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ

<<  <   >  >>