للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في آيات الله يُجادِلون الرُّسُل وأَتْباعَهم، فالمُجادَلة بين الرُّسُل وأتباعهم كانت مُنذُ أن أُرسِل الرُّسُل إلى يَوْمنا هذا، ولا تَستَغرِب أن يُوجَد مَن يُجادِل في آيات الله عَزَّ وَجَلَّ في هذا الزمَنِ؛ لأن هذا سُنَّة الله عَزَّ وَجَلَّ مُنذُ أَرسَلَ الرُّسُل؛ قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: ٣١]، {لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}، وإذا كان له عَدوٌّ من المُجرِمين فلا بُدَّ أن يُجادِل، وبالتالي أن يُجالِد بالسُّيوف، المُجادَلة في آيات الله الكَوْنية أن يُنكِر أن يَقول: الله هو الخالِق. وقد وُجِد هذا فِعلًا، وُجِد مَن يَنسُب ما يَحدُث للكَوْن إلى الأمور الطَّبيعية دون أن يَكون لها مُدبِّر وقال: هذه طَبيعةٌ تَتَفاعَل ويَنتُج منها ما يُشاهَد.

ويُوجَد مَن يُجادِل في آيات الله الكونية بالأمور التي دون ذلك مِثْل أن يُثبِت شيئًا من الأَسْباب لم يَجعَله الله سببًا؛ كما يَحدُث لأهل الجاهِلية من التَّشاؤُم بالطيور والأماكن والأزمان، وما أَشبَه ذلك، فهُمْ يَتَشاءَمون في الأزمان بشَهْر صفَر، يَقولون: إن هذا الشَّهرَ شَهْر شَرٍّ. يَتَشاءَمون أيضًا بالطَّيْر: بنوع الطير، أو بكَيْفية طَيَرانه، أو باتِّجاهه، أو ما أَشبَه ذلك، يَتَشاءَمون أيضًا بالأشخاص، يَرَى الإنسان الرجُلَ أوَّل ما يَرَى فيَتَشاءَم به؛ حتى كان هذا مَوْجودًا إلى قريب عَصْرنا فيما يَظهَر؛ بعض الناس في جِهة ما من المَمْلكة إذا أَتَى ليَفتَح دُكَّانه ثُم قابَلَه شَخْص قبيحُ المَنظَر مثَلًا قال: اليَوْم شُؤْم ليس هناك بَيْع ولا شِرَاء، هذا تَشاؤُم بالأَشْخاص. هذا أيضًا من المُجادَلة في آيات الله الكَوْنية.

أمَّا المُجادَلة في آيات الشَّرْعية فحدِّثْ ولا حرَجَ، يُكذِّبون بآيات الله الشرعية، يُنكِرونها، يُجادِلون في بعض الأُمور فيها يَقولون: فيها تَناقُض، وفيها كذا، وفيها كذا. وأنواع الجَدَل كَثيرةٌ.

<<  <   >  >>