مخُاطَب، وكذلك الأفعال، فالذين أَثاروا مثَلًا مَسأَلة التَّسلسُل، وما أَشبَه ذلك، هم بَعيدون عن النُّصوص في الواقِع، وإلَّا لعلِموا أن الله تعالى لم يَزَل ولا يَزال فَعَّالًا، وأنه لم يَكُن في وقت من الأَوْقات مُعطَّلًا عن الفِعْل، ولا يَلزَم من الفِعْل المَفعول؟ حتى نَحن لا يَلزَم من فِعْلنا أن يَكون هناك مَفعول، قد يَتَحرَّك الإنسان ولا يُنتِج شيئًا، لكن الفِعْل يُقال: لا يُمكِن أن يَمُرَّ على الله تعالى زَمان من الأَزمنة وهو مُعطَّل عن الفِعْل، لأنه إمَّا أن يُقال: تَعطَّل هذا عن عَجْز، أو عن غير عَجْز. فإن قلنا: عن عَجْز. فهذا بَليَّة، وإن قُلنا: عن غير عَجْز. نَقول: ما الذي يَمنَعه؟
إِذَنْ: فالتَّسلسُل ليس بمَمنوع في الماضِي، كما أنه ليس مَمنوعًا في المُستَقبَل، مع أنِّي أنا أَكرَه أن يَتكَلَّم الناس في هذا، لأنه كَلام لا فائِدةَ فيه، ولم يَكُن السَّلَف يَقولون به، لكن جاءَنا أهل الكَلام وأَدخَلونا في هذه المَعمَعةِ، وصار ما كان.