١٢٩٢ - عن أبي رافعٍ: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَ رجلًا على الصَّدقة، فقالَ لأبي رافعٍ: اصحَبني كَيْما تُصيبَ منها، فانطلَقَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسأَلَه، فقال:"إنَّ الصدقةَ لا تَحِلُّ لنا، وإنَّ مَوالي القَومِ مِنْ أَنفُسِهِمْ".
قوله:"بعث رجلًا على الصدقة"؛ يعني: أرسل أحدًا ليجمع الزكاة فجمعها، فلمَّا أتى رأى أبا رافعٍ في طريقه فقال له: ائت معي إلى رسول الله - عليه السلام - لأقول له أن يعطيك نصيبًا من الزكاة.
قوله:"إن موالي القوم من أنفسهم"؛ يعني: أنت عتيقُنا، فكما لا يحلُّ لنا الزكاة، فكذلك لا تحلُّ لمَن أعتقناه.
هذا ظاهر الحديث، ولكن قال الخطابي: فأمَّا موالي بني هاشم فإنه لا حظَّ لهم في سهم ذي القربى، فلا يجوز أن يُحرموا الصدقة، ويُشْبهُ أن يكون إنما نهاه عن ذلك تنزيهًا له، وقال:(موالي القوم من أنفسهم) على سبيل التشبيه في الاستنان بهم؛ أي: في الاقتداء بسيرتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس.
التنزيه: التبعيد، الاستنان: أخذ السنَّة.
يعني: كان أبو رافع يخدم رسول الله عليه السلام، ورسول الله عليه السلام يعطيه ما يكفيه، فنهاه رسول الله - عليه السلام - باجتناب أخذ الزكاة: إما لكونه غير محتاج، وإما لغاية تقواه، فإن الأولى له أن يوافق رسول الله - عليه السلام - في ترك أخذ الزكاة.