٣ - باب في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ - صلى الله عليه وسلم -
(باب في أخلاقه وشمائله - صلى الله عليه وسلم -)
مِنَ الصِّحَاحِ:
(من الصحاح):
٤٥٢٠ - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: خَدمتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عشرَ سِنينَ فما قَالَ لِي أُفًّ، ولا: لِمَ صَنَعتَ؟ ولا: ألا صَنَعتَ.
"فما قال لي أف، ولا لم صنعت، ولا ألا صنعت"، (الأُف) في أصل اللغة: وسخ الظفر والأذن، قال في "الغريبين": يقال لكل ما يُضجر منه ويستثقل: أفًّ له، وفيه عشر لغات: أُفُّ وأُفَّ وأُفِّ وأُفٌّ وأُفًّا وأُفًّ وأُفَّهْ، إِفًّ لك - بكسر الهمزة -، وأُفْ - بضم الهمزة وتسكين الفاء -، وأُفَّى، هذا كله في "الغريبين".
فالثلاثة الأُول غيرُ منوَّنة، والثلاثة الثانية منونةٌ، والسابعُة بالهاء، والعاشرة (أُفَّى) على وزن فُعلى، والهمزة مضمومة في الكل إلا في الثانية، كما ذكر.
قال ابن الجوزي في "تفسيره": معنى (أف): النتن والتضجُّر، وأصلها: نفخك الشيء ليسقط عنك من ترابٍ ورماد، ونفخُك المكان تريد إماطة الأذى عنه، فقيل لكلِّ مستثقَلٍ.
و (لَم): حرفٌ يستفهم به، وأصله:(لِمَا)، ثم حذفت منه الألف فرقًا بين (ما) الاستفهامية و (ما) الخبرية إذا دخل عليهما حرفُ الجر؛ لأنه أكثر استعمالًا فخصَّ بالحذف، ولأنه غير حتى يصير كأنه ليس بما الذي يجب تصدُّره.
و (ألا): حرف تحضيضٍ، معناه: لمَ لا؛ يعني: ما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -