وفي رواية أخرى في (باب مناقب أهل البيت): "ألا ترضينَ أن تكوني سيدةَ نساءِ أهل الجنة، أو نساء المؤمنين"، فالشكُّ من الراوي، وما استُثْنيت في تلك الرواية أم عيسى، فالرواية التي هي المطلقة - يعني: لا استثناء فيها -، في (الصحاح)، وهذه الرواية - يعني: التي فيها استثناء - في (الحسان)، وأحاديث (الصحاح) أعلى درجة من أحاديث (الحسان)، كما ذكره المصنف في دِيباجة الكتاب، فإذا كان كذلك فلا أقل من الترجيح.
أو: الاستثناءُ منقطع، كأنه قال: أنتِ سيدةُ النساء في زماني، لكن مريم - رضي الله عنها - كانت أيضًا سيدةً في زمانها.
أو أراد: أنها في زمانها لم تكن معها سيدةٌ أخرى، فإنَّ آسية تقدمت بمُدة، وأما أنت فتشاركك في هذه السيادةِ والدتُك، وهي خديجة رضي الله عنها.
* * *
١٢ - باب جَامِعِ المَنَاقِبِ
(بَابُ جَامعِ المَنَاقِبِ)
مِنَ الصِّحَاحِ:
٤٨٥٤ - عن عبدِ الله بن عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: رَأَيْتُ في المَنامِ كأَنَّ في يَدي سَرَقَةً مِن حريرٍ، لا أَهْوِي إلى مَكانٍ في الجَنَّةِ إلا طارَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُها على حَفْصَةَ فَقَصَّتْها حَفْصَةُ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَخاكِ رَجُلٌ صالِحٌ، أو إنَّ عَبْدَ الله رَجُلٌ صالحٌ".
قوله:"رأيت في المنام كأنَّ في يدي سَرَقة من حرير"، قيل:(السرقة): عبارة عن ذات يده من العمل الصالح، وبياض السَّرَقة عبارة عن صَفائه عن