لله تعالى، بل يكون رياءً ونفاقًا يحصل له العطشُ والجوعُ ولا يحصل له الثوابُ، وكذلك لو تكلَّم الصائمُ بالكذب والغِيبة وشتم الناس وغير ذلك مما لا يكون له الثوابُ؛ لأن ثوابَ صومه يأخذه منه مَن شتمَه واغتابَه يومَ القيامة، وكذلك القائمُ في الليل بالصلاة وتلاوة القرآن إذا كان رياءً ليس له ثوابٌ، ويحصل له مشقةُ السهر، وهو تركُ النوم، وكذلك جميع العبادات إذا لم يكن خالصًا.
* * *
٤ - باب صَوْم المُسافِر
(باب صوم السفر)
مِنَ الصِّحَاحِ:
١٤٣٧ - قالت عائشة رضي الله عنها: إنَّ حَمْزَةَ بن عَمْروٍ الأَسْلَمِيَّ قالَ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَصومُ في السَّفَرِ؟، وكانَ كَثيرَ الصِّيامِ، فقال:"إنْ شِئْتَ فَصُمْ، وإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ".
قوله:"إن شئتَ فصُمْ، وإن شئت فأفطِرْ".
الإفطار والصوم كلاهما جائزان في السفر، الاختيارُ إلى الرجل عند أكثر العلماء إلا ابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهم -، فإنهما قالا: لا يجوز الصومُ في السفر، ثم اختلف القائلون بجواز الصوم والفطر؛ فقال أحمد: الفِطرُ أفضلُ، وقال الشافعي وأبو حنيفة ومالك: الصومُ أفضلُ لمَن يُطيقه، ومَن يلحقه ضررٌ شديدٌ بالصومِ فالفِطرُ له أفضلُ.