قوله:"تامةٍ": مجرورة؛ لأنه صفةُ (حَجَّةٍ وعُمرةٍ).
* * *
١٨ - باب ما لا يَجُوزُ من العمَل في الصَّلاة وما يُباحُ منه
(باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يُباح منه)
مِنَ الصِّحَاحِ:
٦٩٣ - عن مُعاوِيَةَ بن الحَكَمِ - رضي الله عنه - قالَ: بَيْنا أَنا أُصَلِّي مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ عَطَسَ رَجُلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكَ الله، فَرَماني القَوْمُ بِأَبْصارِهِمْ، فَقُلْتُ: ما شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إلَيَّ؟، فَجَعلوا يَضْرِبُونَ بِأَيْديهمْ عَلى أَفْخاذِهِم، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُوننَي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَبأَبي هُوَ وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعليمًا مِنْهُ، والله ما كَهَرَني ولا ضَرَبني ولا شَتَمَني، قال:"إنَّ هذهِ الصلاةَ لا يَصْلُحُ فيها شَيءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إنَّما هِيَ التَّسْبيحُ والتَّكْبيرُ وَقِراءَةُ القُرْآنِ" - أو كما قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قلتُ: يا رسول الله!، إنِّي حَديثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وقَدْ جاءَ الله بالإِسْلامِ، وإنَّ مِنَّا رِجالاً يَأْتُونَ الكُهَّان؟، قالَ:"فَلا تَأْتِهِمْ"، قُلتُ: ومِنَّا رِجالٌ يَتَطَيَّرُونَ؟، قالَ:"ذاكَ شَيءٌ يَجِدُونَهُ في صُدورِهِمْ، فَلا يَصُدَّنَّهُمْ"، قلتُ: ومِنَّا رِجالٌ يَخُطُّونَ؟، قالَ:"كانَ نبَيٌّ مِنَ الأنْبياءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وافَقَ خَطَّهُ فَذاكَ".
قوله:"فرماني القومُ بأبصارهم"؛ أي: نظروا نظرَ كراهيةٍ وزجرٍ؛ كي لا أتكلمَ في الصلاة، فإن قولي:(يرحمك الله) كلامٌ، وما فهمتُ سببَ نظرهم