للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد اختلف الناس فيمن يبدأ به في القسامة، فقال مالك والشافعي وأحمد: يُبدأ بالمُدَّعين قولاً بظاهر الحديث.

وقال أصحاب الرأي: يبدأ بالمُدَّعى عليه على قضية سائر الدعاوَى، وهذا حكمٌ خاص جاءت به السنة لا يُقاس على سائر الأحكام، وللشريعة أن تخصَّ كما لها أن تعمَّ، ولها أن تخالف بين الأحكام المتشابهة في الصور كما لها أن توفق بينها.

قوله: "فودَاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"؛ أي: أعطاه الدِية.

* * *

٥ - باب قتلِ أهل الرِّدَّةِ والسُّعاةِ بالفسادِ

(باب قتل أهل الردة والسعاة بالفساد)

و (السُعاة): جمع السَّاعي.

مِنَ الصِّحَاحِ:

٢٦٥٨ - عن عِكرِمةَ قال: أُتيَ عليٌّ بزنادِقةٍ فأَحرقَهم، فبلَغَ ذلكَ ابن عبَّاسٍ فقال: لو كنتُ أنا لَمْ أُحَرِّقهم لِنهيِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُعَذِّبُوا بعذابِ الله"، وَلَقَتَلْتُهُم لقولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بدَّلَ دينَه فاقتلُوه".

قوله: "أُتِيَ عليٌّ بزنادقةٍ فأحرقَهم"، (الزنَادِقة): جمع زنديق، وهو الذي يُخفي الكفر، وأصل (الزنادقة): زناديق، فحذفت منها الياء وعوضت منها الهاء، ومعنى التعويض هنا: عدم اجتماعهما لا لمناسبة بينهما، بل هذه معاقبة لفظته متى حضر أحدهما دفع الآخر، ولو كان هو منه لوجب (١) منع صرف


(١) في "ش": "ولو كان هو لوجب منه".

<<  <  ج: ص:  >  >>