قوله:"استمتعنا"؛ ومعناه على قوله: استمتع من امرأته بتقديمِ العمرةِ على الحجِّ من أصحابي فأضاف فعلهم إلى نفسه؛ لأنَّ فِعْلَ مَن فعلَ شيئًا بأمره كفعلِه، كما روي أنه - عليه السلام - رجم ماعزًا، وقد أمرَ برجْمه، لا رَجَمه هو بنفسه.
قوله:"فإن العمرةَ قد دخلتْ في الحجِّ إلى يومِ القيامة"؛ يعني: تقديم العمرة على الحجِّ ليس مختصًّا بهذه السنة، بل يجوزُ في جميع السِّنين.
* * *
٤ - باب دُخُول مَكَّةَ والطَّواف
(باب دخول مكة والطواف)
مِنَ الصِّحَاحِ:
١٨٤٥ - قال نافِع: إنَّ ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما - كانَ لا يَقدَمُ مَكَّةَ إلَاّ باتَ بذِي طُوَى حثَّى يُصْبحَ، ويَغْتَسِلُ، وَيدْخُلُ مَكَّةَ نهارًا، وإذا نَفَرَ مَرَّ بذِي طُوًى، وباتَ بها حتَّى يُصْبحَ، ويَذْكُرُ أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يفعلُ ذلك.
قوله:"إلا بات بذي طُوَى"، (ذي طُوَى): اسم بئر عند مكة في طريق أهل المدينة، يعني: إن وصل إلى ذلك الموضع في الليل، لم يدخل مكةَ في الليل، بل بات في ذلك الموضع حتى أصبحَ واغتسلَ، ثم دخلَ مكةَ، فالأفضلُ في دخول مكة أن يدخلَ نهارًا ليرى البيتَ من البعد، ويدعوَ كما يجيءُ بعد هذا؛ فلو دخلَ ليلًا يفوت عنه هذه السنة.