قوله:"اللهم لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرتُ"؛ يعني: لم يكن صومي رياءً، بل خالصًا لك؛ لأن الرازقَ أنتَ، فإذا أكلتُ رزقَك - ولا رازقَ غيرُك - فلا ينبغي العبادةُ لغيرك، وهذا الدعاء يُقرَأ أيضًا بعد الإفطار.
روى هذا الحديثَ معاذ.
* * *
٣ - باب تَنْزيه الصَّوم
(باب تنزيه الصوم)
مِنَ الصِّحَاحِ:
١٤٢٠ - قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يَدَع قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بهِ فَلْيْسَ للهِ حاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرابَهُ".
قوله:"مَنْ لَمْ يَدَع قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بهِ فَلْيْسَ للهِ حاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرابَه"، (التنزيه): الإبعاد والتخليص، والمراد به ها هنا: تخليص الصوم من الفواحش.
(مَن لم يَدَعْ)؛ أي: مَن لم يتركِ الزُّورَ والكذبَ.
قوله:"والعمل به"؛ أي: بالزور، أراد به جميعَ الفواحش؛ لأن كلَّ ما نَهَى الله عنه، فمَن عملَه فقد فعلَ مخالفةَ الله تعالى، والمخالفة: هو الكذب في الحكم وحصول الإثم.
يعني: الغرضُ من الصيام كسرُ النفس بترك الطعام، والغرضُ من كسر النفس: تركُ المَنَاهي، والغرضُ المعظَّم من الصيام: تركُ المناهي التي هي مُحرَّمةٌ، لا تركُ الطعام والشراب اللذَين هما مباحان.