٢٨١٦ - وقال عليٌّ - رضي الله عنه -: بَعثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمنِ قاضيًا، فقلتُ: يا رسولَ الله! تُرسِلُني وأنا حديثُ السنِّ ولا عِلْمَ لي بالقضاءِ! فقال: "إنَّ الله تعالى سيَهدي قلبَكَ ويُثَبتَ لِسانَك، إذا تَقاضَى إليكَ رجلانِ فلا تَقْضِ للأولِ حتى تسمعَ كلامَ الآخَرِ، فإنَّه أَحْرَى أنْ يتبَيَّنَ لكَ القضاءُ"، قال: فما شكَكْتُ في قضاءٍ بَعْدَهُ.
قوله:"ولا عْلِمَ لي بالقضاء"، هذا القول منه - رضي الله عنه - ليس نفيًا للعلم، بل كان كثيرَ العلم، وإنما أراد بهذا القول: أنه لم يجرِّبْ سماعَ المرافَعة بين الخُصَماء، وكيفية دفْعِ كلامِ كلِّ واحدٍ من الخَصْمَين، ودَفْعِ مَكْرِ كلِّ واحد، فإنه ربما مَكَرَ خصمٌ على خَصْمِه بكلامٍ أو فعل، ويَخْفَى على القاضي ذلك المَكْرُ.
قوله:"فإنه أحرى"؛ أي: أجْدَرُ وأقرب إلى الحقِّ.
* * *
٤ - باب رزق الوُلاةِ وهداياهم
(باب رزق الولاة وهداياهم)
مِنَ الصِّحَاحِ:
٢٨١٧ - عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أُعطيكم ولا أمنعُكم، أنا قاسِمٌ أضعُ حيثُ أُمِرْتُ".
"ما أُعطيكم ولا أَمْنعُكم"؛ يعني: كلُّ ما أعطي أحدًا إنما أعطيه ذلك الشيءَ بأمر الله وإيحائه إليَّ، أوبإلهامه إياي، ولا أُعْطِي أحدًا شيئًا بمَيْلِ نفسي،