٩٥٥ - عن أبي هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نحنُ الآخِرون السابقون يومَ القيامةِ بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتابَ من قبلِنا، وأُوتيناهُ من بعدِهم، ثم هذا يومُهم الذي فُرِضَ عليهم - يعني الجمعةَ - فاختلَفوا فيه، فهدَانا الله له، والناسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليهودُ غدًا والنَّصارى بعدَ غدٍ".
وفي روايةٍ:"نحن الآخِرون الأَوَّلون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة".
وفي روايةٍ:"نحن الآخِرونَ مِن أهلِ الدُّنيا، والأولونَ يومَ القيامةِ المَقْضيُّ لهم قبلَ الخلائِق".
"نحن الآخرون"؛ أي: نحن آخِرُ الأنبياءِ في الدنيا، ولكن نَسْبقُهم في الآخرة.
"بَيْدَ أَنَّهم"؛ أي: غيرَ أنهم؛ يعني: نحن السابقون على الأنبياء والأممِ في الآخرة، غيرَ أن الأنبياءَ كانوا في الدُّنيا قبلَنا، وبُعِثُوا وأُوتوا الكتاب قبلَنا.
وقيل: معنى (بَيْدَ أنهم)؛ أي: معَ أنهم.
قوله:"هذا يومُهم الذي فُرِضَ عليهم"؛ يعني فَرَضَ الله على اليهودِ والنَّصَارى أن يُعَظِّمُوا يومَ الجمعةِ بالطاعة، فقالت اليهود: اليومُ الذي فَرضَ الله علينا أن نعظِّمَ ربنا فيه هو يومُ السبتِ؛ لأنَّ الله تعالى فَرَغَ في هذا اليومِ من خَلْقِ المخلوقاتِ، فنحن نتفرَّغُ من الاشتغال، ونَشْتغِلُ بالعبادةِ فيه.