٧٧٤ - عن نُعمان بن بَشيرٍ - رضي الله عنه - قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُسَوِّي صُفوفَنا حَتَّى كَأَنَّما يُسَوِّي القِدَاحَ، فَرَأَى رَجُلًا بادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِ، فقال:"عِبادَ الله!، لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ الله بَيْنَ وُجوهكم".
قوله:"كأنما يُسوِّي القِدَاحَ"، (القِدَاح) جمع (القِدْح) بكسر القاف، وهو السهم قبل أن يُراشَ ويُركَّبَ فيه النصل.
"أو لَيُخالِفَنَّ الله بين وجوهكم"؛ يعني: أدبُ الظاهرِ علامةُ أدبِ الباطن، فإن لم تتفقوا في الظاهر ولم تطيعوا أمرَ الله وأمرَ رسوله يقع من شؤم المخالفة اختلافٌ وكدورةٌ في قلوبكم، بحيث يَسرِي اختلافُ قلوبكم وكدورتُها إلى ظاهركم، فيقع بينكم عداوةٌ بحيث يُعرض بعضُكم عن بعضٍ.
فهذا هو المراد بأن يُخالِفَ الله الوجوهَ، ويحتمل أن يريد به: تقبيح الله وجوههم بشؤم مخالفة الرسول عليه السلام، كمَن قال فيمَن رفع رأسه قبل الإمام:"أما يَخشَى أن يحول الله رأسَه رأسَ حمارٍ".