"ثم قال جبريل"؛ يعني: ذهب إلى الحضرة، وسأل ربه، ثم رجع إلى النبي عليه السلام.
"إني دنوتُ"؛ أي: إني قربت؛ يعني: أذنَ لي بأن أقربَ منه تعالى أكثرَ مما قربت منه في سائر الأوقات، ولعل زيادة قربته من الله تعالى في هذه المرة لتعظيمه النبي عليه السلام؛ لأنه أتى جبريلُ من عند النبي عليه السلام إلى الحضرةِ، وقد يزيد الحبيب احترامَ رسولِ الحبيب؛ لتعظيم الحبيب.
* * *
٧ - باب السَّتر
(باب الستر)
٥٢٦ - قال عمر بن أبي سَلَمة - رضي الله عنه -: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي في ثَوْبٍ واحِدٍ مُشْتَمِلًا بهِ في بيتِ أُمِّ سَلَمَةَ واضعًا طَرَفَيْهِ على عاتِقَيْهِ.
قوله:"عمر بن أبي سلمة ... " إلى آخره، (أبو سلمة) اسمُ أَبيه: عبد الأسد بن الهلال بن عبد الله القرشي.
"في ثوب واحد"؛ أي: إزار طويل.
"مشتمل به"، يقال: اشتمل بالإزار: إذا لفَّه ببدنه؛ يعني: اتزر ببعضه، وألقى طرفه على عاتقه.
وهذا دليلٌ على أن الصلاة في ثوب واحد جائزةٌ، فإذا ستر الرجل ما بين سرته وركبته صحَّت صلاته.