إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمدُه ونَسْتعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله مِن شُرورِ أنفسِنا، وسَيَّئاتِ أَعمالنا، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحبِه أَجمعين.
أمّا بعد:
فإنَّ الإمامَ مُظْهِرَ الدِّينِ الحُسينَ بنَ محمود بنِ الحُسينِ الزَّيدانيَّ، الشِّيرازيَّ، الحَنفيَّ، المشهورَ بـ (المُظْهِرِي)، ويُقال له:(المُظْهِر)، والمتوفَّى سنةَ (٧٢٧ هـ)، كانَ إمامًا فَقيهًا محدَّثًا، قد ألَّفَ المؤلَّفاتِ البديعةَ الشاهِدَةَ على عُلُوِّ كَعبِه في العلوم، وكانت مَرجِعًا للعُلماء والمحقِّقين، وكان مِنْ أكثرِها شُهرةً عند أهلِ العلم ونَقْلًا عنها كتابُه المَوسومُ بـ "المَفَاتيح في شرح المصابيح"، والذي اشتملَ على شَرحِ غَالبِ مَادَّةِ أحاديثِ الكتابِ