"أعَدَّها"؛ أي: هيَّأَها "لمَنْ ألْيَنَ الكلامَ"؛ أي: لمن له خُلُقٌ طيبٌ مع الناسِ و (أَلْيَنَ) حقُّه أن تُنْقَلَ فتحةُ الياءِ إلى اللام وتقلَبَ ألفًا، فيقال: ألان، إلا أنه تُرِكَ على أصلِه.
"وتابع الصيام"؛ أي: يُكثِرُ الصيامَ بعد الفريضة.
* * *
٣٣ - باب القَصْد في العمَل
(باب القصد في العمل)
"القصدُ": الوَسَطُ، يعني: لا إسراف ولا تقصير.
مِنَ الصِّحَاحِ:
٨٨٣ - قال أنس - رضي الله عنه -: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُفْطِرُ من الشهرِ حتى نظُنَّ أن لا يصومَ منه، ويصومُ حتى نظُنَّ أن لا يفطرَ منه شيئًا، وكانَ لا تشاءُ أن تراهُ من الليلِ مصليًا إلا رأيتَهُ، ولا نائمًا إلا رأيتَه.
قوله:"حتى نظُنَّ أن لا يصومَ منه"؛ يعني: يفطرُ أيامًا كثيرةً من الشهر حتى نظنَّ أن لا يصوم منه، ثم يصوم باقيَه، وكذلك يصومُ أيامًا كثيرة من الشهر ثم يُفطر؛ يعني لا يصومُ أبدًا ولا يفطرُ أبدًا.
قوله:"وكان لا تشاءُ تراهُ مُصَلَّيًا إلا رأيتَه"، (لا) هنا بمعنى (ليس)، أو بمعنى (لم)؛ أي: ليست تشاء، أو لم تكن تشاء، أو تقديره: لا زمانَ تشاء؛ أي: لا مِن زمانٍ تشاءُ.