٩٣٢ - قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لبلالٍ عندَ صلاة الفجرِ:"يا بلالُ!، حدِّثني بأَرْجَى عمَلٍ عَمِلْتَه في الإِسلامِ؟، فإِني سمعتُ دَفَّ نعليكَ بين يديَّ في الجنةِ"، قال: ما عملتُ عملاً أَرْجَى عندِي إلا أني لم أتَطَهَّرْ طُهُورًا في ساعةٍ من ليلٍ ولا نهارٍ إلا صلَّيتُ بذلكَ الطُّهور ما كُتِبَ لي أنْ أُصَلِّيَ.
"عند صلاة الفجرِ" يحتملُ أن تكونَ هذه الواقعةُ ليلةَ المِعْرَاج، ويحتملُ أن يراه في النوم، أو أراه الله عليه السلام في اليقظة.
"دَفَّ نَعْلَيك"؛ أي: صوتَ نعليك.
قوله:"بين يَدَيَّ"، هذا لا يدلُّ على تفضيلِ بلالٍ على واحدٍ من الصحابة العشرة فضلاً على رسول الله، وإنما مشى بلالٌ بين يديه عليه السلام للخِدْمة، كما يسبقُ العبدُ السيدَ في المَشْيِ، وسؤالُه عليه السلام بلالاً لُيَطَيبَ قلبَه بكونِه مستحِقًّا للجَنة، وليدومَ على ما عليه من الطاعةِ، وليُظْهِرَ رغبةَ مَنْ سمعَ هذا الحديثَ في الطاعة، وليصيرَ أداءُ الصلاةِ بعد الوضوء سُنَّةً، ويُسمَّى شُكْرَ الوُضوء.
"ما كُتِبَ لي"؛ أي: ما قُدِّرَ لي.
* * *
[صلاة الاستخارة]
٩٣٣ - وقال جابر - رضي الله عنه -: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنا الاستخارَةَ في الأُمورِ