على الله تعالى، ثُمَّ بالصَّلاةِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنفْسي، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ".
قوله:"سَلْ تُعْطَه": يحتمل أن يكون الهاء فيه زيادة، كما في قوله تعالى:{كِتَابِيَهْ} و {حِسَابِيَهْ}، وتُسمى هاءَ السَّكْت، ويحتمل أن تكون للضمير، وحينَئذٍ تكون ضميرًا عن غير مذكور، وتقديره: سَلْ تُعْطَ ما تطلب.
* * *
١٦ - باب الدُّعاء في التَّشهُّدِ
(باب الدعاء في التشهد)
مِنَ الصِّحَاحِ:
٦٦٤ - قالت عائشةُ رضي الله عنها: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو في الصلاة:"اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منْ عذابِ القَبْرِ، وأعوذُ بكَ منْ فتنةِ المَسيح الدَّجَّال، وأَعوذُ بكَ مِنْ فتنةِ المَحْيَا وفتنةِ المَماتِ، اللهمَّ إنَّي أَعوذُ بكَ مِنَ المَأْثَمِ والمَغْرَمِ"، فقالَ له قائلٌ: ما أكثرَ ما تستعيذُ مِنَ المَغْرَمَ!، فقال:"إن رجلاً إذا غَرِمَ حدَّثَ فكَذَبَ، وَوَعَدَ فأخْلَفَ".
قوله:"من فتنة المسيح"، سُمي الدجَّال مسيحًا لأن المسيحَ بمعنى الممسوح؛ يعني: عينه ممسوحة؛ أي إحدى عينَيه ذاهبةٌ، أو ممسوح عن كل خير؛ أي أُبعِدَ عن كل خير، وقيل: سُمي مسيحًا لأنه يتردد في وجه الأرض كثيرًا، بحيث لا يكون بلدٌ إلا دخلَه غيرَ مكةَ والمدينةِ، كأنه يمسح الأرضَ؛ أي يُقدِّرُها ويعدُّها بالذَّراع والشِّبر.