قوله:"فحاص الناس حيصة"، حاص يَحِيصُ: إذا فرَّ، و (الناس) هنا: أصحاب رسول الله الذين فروا من الحرب ذلك اليوم.
"فاختفينا بها"؛ أي: استترنا بالمدينة خوفًا من رسول الله واستحياءً منه في فرارنا، "وقلنا: هلكنا"؛ أي: قلنا: صرنا مستحقَّين للعذاب بسبب الفرار من الحرب.
"بل أنتم العكَّارون وأنا فئتكم"، (عَكَر): إذا رجع وكر؛ يعني: المتحيزون إلى فئةٍ، (وأنا فئتكم)؛ يعني: مَن فرَّ من الحرب على نية أن يجتمع مع جيشٍ آخر ويتقوَّى بهم ثمَّ يرجع إلى الحرب، فلا إثم عليه، فكذلك أنتم فررتم لطلب المدد، وأنا مددكم فلا إثم عليكم في الفرار.
"أنا فئة المسلمين"؛ أي: مدد المسلمين، وأنا معاذ المسلمين، فإذا فروا التجؤوا إلي وأنا أنصرهم.
* * *
٦ - باب حُكْمِ الأُسارى
(باب حكم الأُسراء)
(الأُسراء): جمع أسير، والمراد بـ (الأسراء) هنا: الكفار الذين أخذهم المسلمون.
مِنَ الصِّحَاحِ:
٣٠٠٩ - عن أبي هريرةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"عَجِبَ الله من قومِ يدخُلونَ الجنةَ في السَّلاسِلَ".