٩٠ - عن ابن مَسْعودٍ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"الوائدةُ والمَوؤدةُ في النَّارِ".
قال:"الوائدة والمَوؤدة في النار"، وَأَدَ - بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر - وَأْدًا: إذا جعلَ الولدَ في القبر في حال كونه حيًّا.
وقصة هذا الحديث أن ابني مُلَيْكَةَ أتَيَا رسولَ الله عليه السلام وقالا: إنَّ أُمَّنا وأدتْ بنتًا لها، فقال رسول الله عليه السلام:(الوائدة والموؤدة في النار)؛ يعني: الأُمُّ والبنتُ كلتاهما في النار؛ أما الأمُّ فلأنها كانت كافرةً، وأما البنتُ فيحتمل أنها كانت بالغةً، فيثبت لها حكمُ الكفر، فتكون من أهل النار، ويحتمل أن تكون غيرَ بالغةٍ، ولكن علمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالمعجزة كونَها من أهل النار، ولا يجوز الحكمُ على أطفال الكفار بأن يكونوا من أهل النار بهذا الحديث؛ لأن هذه الواقعة كانت في شخصٍ معينٍ، ولا يجوز إجراءُ حكمِ شخصٍ معينٍ على جميع أطفال الكفار، بل حكمُهم موقوفٌ.
ومُلَيكة هذه يقال لها: مُلَيكة بنت مالك.
* * *
٤ - باب إِثْبات عَذَاب القَبْر
(باب إثبات عذاب القبر)
مِنَ الصِّحَاحِ:
٩١ - عن البَرَاء بن عازِب - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"المُسلم إذا سُئِلَ في القَبْر، يشهدُ أنْ لا إله إلَاّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، فذلكَ قوله:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} ".