الكبائر قد صدرت من بعض الصحابة، مثل الزنا وشرب الخمر والسرقة، فإذا حصل منهم الصغائر والكبائر فلِمَ اختصَّ الصغائر بالذكر، ولم يقل: مطلق الذنوب حتى، يدخل فيه الصغائر والكبائر؟.
قلنا: صدور الكبائر من الصحابة نادر، وإن كان ممكنًا وواقعًا، فإذا كان صدور الكبائر من الصحابة وغيرهم من المؤمنين قليلًا بالإضافة إلى الصغائر فتسمية الصغائر التي هي أكثر أولى وأليقُ، خصوصًا برسول الله عليه السلام فإنه لا ينسب أحدًا إلى كبيرة.
واسم جد "عمرو بن الأحوص": جعفر بن كلاب الجُشَمي الكلابي.
* * *
٣ - باب الإِيمان بالقَدَرِ
(باب الإيمان بالقدر)
مِنَ الصَّحَاحِ:
٥٨ - عن عبد الله بن عَمْرو بن العاصِ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كتَبَ الله مَقاديرَ الخلائقِ قبلَ أنْ يخلُقَ السَّماواتِ والأَرضَ بخمسينَ ألْفَ سَنَةٍ، قال: وكان عرشُهُ على الماءِ".
قوله:"مقادير الخلائق"، (المقادير): جمع مقدار، والمقدار: الشيء الذي يعرف به قَدْرُ شيء كالميزان، وهو الآلة التي يعرف بها وزن الشيء، وكذا المكيال: الآلة التي يعرف بها قَدْرُ ما يكال، ويُستعمل المقدار بمعنى القدر.
اعلم أن جميع ما كان وما يكون من الكليات والجزئيات حاصل في علم الله تعالى، وهو يعلمه بعلمه القديم الأزلي الأبدي لا يزيد شيء في علمه