للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه كالمرتد، ولم يرثه ورثتُه المسلمون كما لا يرثون من المرتد، فقد ثبت بهذه الأدلة أنه لم يخرج منه أصل الإيمان، بل خرج كمال الإيمان، ولم يفارقه كمالُ الإيمان أيضًا بالكلية بل وقف فوق رأسه حتى يعود إليه بعد فراغه من ذلك الفعل القبيح، وهذا مثل قوله: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" ومثله قوله: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا"، ومثلُ هذا كثير.

* * *

فصل في الوَسْوَسةِ

[فصل في الوسوسة]

مِنَ الصَّحَاحِ:

٤٤ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله تَجاوَزَ عنْ أُمَّتي ما وَسوستْ به صُدورُهَا ما لمْ تعمَلْ به أو تتكلَّم".

قوله: "تجاوز": أي عفا وغفر "عن أمتي": احترازٌ عن غير أمته عليه السلام من الأمم.

وسوس يوسوس وسوسة: إذا خطر وظهر في القلب خاطر قبيح، فما يظهر بالقلب من الخواطر الدنيَّة المذمومة يسمَّى وسوسة، وما كان من الخواطر المَرْضِية الحسنة يسمى إلهامًا.

الضمير في "صدورها" راجعٌ إلى (أمتي)، "ما لم تعمل"، (ما) للدوام.

يعني: ما جرى في خاطر الإنسان من قصد المعاصي لا يؤاخذه الله تعالى به إن لم يفعله ولم يقله، فإذا فعله أو تلفظ به أُخذ به.

اعلم أن الوسوسة ضروريةٌ واختيارية:

<<  <  ج: ص:  >  >>