٨٨٤ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبُّ الأعمالِ إلى الله تعالى أَدْوَمُها وإن قَلَّ".
قوله:"أَحَبُّ الأعمالِ إلى الله تعالى أَدْوَمُها وإن قلَّ"؛ يعني: مَن عَمِلَ وِرْدًا من صومٍ أو صلاةٍ فليداوِمْ عليه، ولهذا الحديث ينكِرُ أهلُ التصوُّفِ تَرْكَ الأوراد كما يُنْكِرُون تَرْكَ الفرائض.
* * *
٨٨٥ - وقال:"خذوا من الأعمالِ ما تُطِيقونَ، فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا".
قوله:"خذوا من الأعمال ما تطيقون"؛ يعني: لا تحمِلُوا على أنفسكم أورادًا كثيرةً لا تقتدرون المداومةَ عليها، فإنكم حينئذٍ تَعجزون عنها وتتركونها، وحينئذٍ تنقطعُ عنكم بركتُها، ولكن افعلوا من الأوراد ما تُطيقُون الدوامَ عليه، فإنَّ الله تعالى يحبُّ الدوامَ على العمل.
قوله:"فإن الله لا يَملُّ حتى تملُّوا"، معنى المَلال من الله: تركُ إعطاءِ الثوابِ؛ لأن الملالةَ لا تجوزُ عليه؛ يعني لا يقطع الثوابَ والرحمةَ عنكم حتى تملُّوا وتتركوا عبادتَه، وقيل: معناه ولا يتركُ فضلَه عنكم حتى تتركوا سؤالَه.
* * *
٨٨٦ - وقال:"لِيُصَلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا فَتَرَ فليقعُدْ".
قوله:"فإذا فَتَرَ فليقْعُدْ"، (فَتَر): ضعف، يعني: ليصلِّ الرجلُ عن كمالِ الإرادة والذوق، فإذا حصلَ به ملالةٌ فليتركِ الصلاةَ فإن الصلاةَ مناجاةُ الله، ومناجاةُ الله لا تجوزُ عن مَلالة.