وقالت النصارى: بل هو يومُ الأَحد؛ لأن الله ابتدأَ بخلقِ المخلوقاتِ فيه، فهو أَولى بالتعظيم، فوفَّق الله أمةَ محمد - صلى الله عليه وسلم - ليومِ الجُمُعَة.
قوله:"والناسُ لنا فيه تَبَعٌ"؛ يعني: نحن اختْرنا يومَ الجمعة، واليهودُ بعدها يومَ السبت، والنصارى بعدَ يومِ اليهود، وهو يومُ الأحد.
قوله:"المَقْضيُّ لهم"؛ يعني: أولُ مَن يُحاسَبُ يوم القيامة أُمَّتي.
رواه أبو هريرة بعباراتٍ مختلفة.
* * *
٩٥٦ - وقال:"خيرُ يومٍ طَلَعَتْ عليهِ الشمسُ يومُ الجمُعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيه أُدخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرجَ منها، ولا تقومُ الساعةُ إلا في يومِ الجمُعةِ".
قوله:"وفيه أُدْخِلَ الجَنَّة، وفيه أُخْرِجَ منها، ولا تقومُ الساعةُ إلا في يومِ الجمعة"، فإن قيل: دخولُ آدمَ الجنةَ حسنٌ وخيرٌ له، وأما خروجُه منها غيرُ حَسَنٍ، وليس فيه خيرٌ له، بل هو شرٌّ له، فكيف يكونُ يومُ الجمعةِ مبارَكًا إذا حصلَ لآدمَ فيه شرٌّ؟
قلنا: في الحقيقة خروجُ آدمَ من الجنة عَيْنُ المصلحةِ والخَير؛ لأنه بواسطة إقامته في الأرض حصلَ منه أولادٌ كثيرة، ونَسْلٌ عظيم، وبعثَ الله الأنبياءَ من نَسْلِه على ذُرِّيته، وأنزلَ فيهم الكتبَ الشريفةَ العظيمةَ، وجَعلَ منهم الأخيارَ والأبرارَ، وظهرَ منهم عباداتٌ مُرْضيةٌ لله تعالى، وكلُّ ذلك خير.
رواه أبو هريرة.
* * *
٩٥٧ - وقال: "إن في الجمُعةِ لساعةً لا يوافِقُها مسلمٌ يسألُ الله فيها خيرًا