واعلم أن مَن قال لعاطسٍ: يرحمك الله، تبطل صلاتُه؛ لأنه خاطبَه، والمُخاطَبةُ كلامٌ، ولو قال:(يرحمه الله) بلفظ الغائب تجوز صلاتُه، وهو قوله:"اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات".
"كَهَرَ": إذا منعَ أحدًا عن فعلٍ، وكَهَرَ: إذا عَبَسَ وجهُه.
قوله:"إني حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ"، (الحديث): الجديد، (العهد): الرؤية؛ يعني: انتقلت عن الكفر إلى الإسلام عن قريبٍ، ولم يمضِ عليَّ في الإسلام زمانٌ طويلٌ، ولم أَعرِفْ بعدُ أحكامَ الدَّين وما يُبطل الصلاةَ.
قوله:"فلا تأتهم"؛ يعني: إتيانُ الكُهَّان كفرٌ إن اعتقدوها حقًّا، فلذلك قال عليه السلام:(فلا تأتهم).
"يتطيَّرون"؛ أي: يتفاءلون بالطير، مثل: أن الرجلَ منهم إذا أراد سفرًا؛ فإن طار طيرٌ عن يمينه يقول: هذا السفرُ مباركٌ، وإن طارَ عن يساره يقول: هذا السفرُ غيرُ مباركٍ.
قوله:"ذلك شيءٌ يجدونه في صدورهم"؛ يعني: هذا وهمٌ وظنٌّ منهم، وليس له حقيقةٌ وتأثيرٌ.
"فلا يصدَّنَّهم"؛ يعني: فلا يَمنعْهم هذا الوهمُ عما يقصدونه من شغل؛ لأن طيرانَ الطير لا يجعل المباركَ مشؤمًا، ولا المشؤومَ مباركًا.
قوله:"ومنا رجالٌ يخطُّون"، وكيفية خط العرب: أن الرجلَ منهم إذا عزمَ على شغلٍ يأخذ خشبًا ويخط على العجلة خطوطًا كثيرةً بلا حسابٍ على الأرض أو الرمل، ثم يمحو خطَّين خطَّين، فإن بقي زوجٌ فهو علامةُ الخير في ذلك الشغل، وإن بقي فَرْدٌ فهو علامةُ النحوسة، وأما ما يفعله الرمَّالون فليس له أصلٌ في الشرع، وليس عليه دلالةٌ في هذا الحديث؛ لأن النبيَّ - عليه السلام - لم يبيِّن