للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكُدُورات النفسانية.

قوله: "لا أَهْوِي بها إلى مكان في الجنة إلا طارتْ بي إليه"؛ يعني: لا أقصد بتلك السَّرَقة إلى مكان في الجنة لأنزلَ فيها إلا كانت تلك السرقةُ مُطيرة بي، ومُبْلِغة إلى تلك المنزلة، فكأنها مثلُ جناحِ الطير (١).

* * *

٤٨٥٥ - عن حُذَيفَةَ - رضي الله عنه - قال: إنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ دَلًّا وسَمْتًا وهَدْيًا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لابن أمِّ عَبْدٍ، من حينِ يَخْرُجُ مِن بيتِه إلى أنْ يرجِعَ إليه، لا نَدْري ما يَصْنَعُ في أَهْلِه إذا خَلَا.

قوله: "إنَّ أشبهَ الناس دَلًا وسَمْتًا وهَدْيًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن أمِّ عَبْد"، قال في "شرح السنة": الدَّلُّ والسَّمْت والهَدْي قريبٌ بعضُها من بعض، وهو السكينة والوَقار وحُسن الهيئة والمَنظر، يريد: شمائله في الحركة والمشي والتصرف، لا في الزينة والجمال، وأصل السَّمت: هو القَصْد.

حاصل ما يقول الشيخ: أن سيرته مَرْضيَّة، وهي الهَدي، وسَمْتُه: قصده وطريقته أيضًا حَسَنٌ، ودَلُّه الذي هو عبارة عن التذلُّل حَسَنٌ مع عياله ليس فيه خشونة ولا صَخَب ولا تجاوزُ حَدٍّ، فالمجموع وإن اختلفت معانيهنَّ لغةً اجتمعنَ معنًى فيما هو المحمود في كلِّ صنف منه.

أراد بقوله: "لابن أمِّ عبد": عبدَ الله بن مسعود.

قوله: "لا ندري ما يصنَعُ في أهله إذا خلا"؛ يعني: نشهد له بظاهر حاله، ولا نعرف ما خَفِيَ عنَّا، فلا نشهد بذلك.

* * *


(١) في "ش": "الطائر".

<<  <  ج: ص:  >  >>