٤٨٥٧ - عن عَبْدِ الله بن عَمْرٍو - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"استَقْرِؤُوا القُرْآنَ مِن أربَعةٍ: من عبدِ الله بن مَسْعودٍ، وسالمٍ مَوْلَى أبي حُذَيفَةَ، وأُبَيِّ بن كعْبٍ، ومُعاذِ بن جَبَلٍ" - رضي الله عنهم -.
قوله:"استقْرِئوا القرآنَ من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود ... " الحديث.
يعني: اطلُبوا قراءةَ القرآن من هؤلاء الأربعة، فإنَّهم حَفَظةُ الصحابة - رضوان الله عليهم -.
* * *
٤٨٥٨ - عن عَلْقَمَةَ قال: قَدِمْتُ الشَّامَ فصَلَّيتُ رَكْعَتَينِ ثُمَّ قُلْتُ: اللهمَّ! يَسِّرْ لي جَليسًا صالِحًا، فأتيتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إليهم، فإذا شَيْخٌ قد جاءَ حتى جَلَسَ إلى جَنْبي، قُلْتُ: مَن هذا؟ قالوا: أبو الدَّرْداءِ، قلتُ: إنِّي دَعَوْتُ الله أنْ يُيَسِّرَ لي جَليسًا صالِحًا فيسَّرَكَ لي، فقال: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مِن أَهْلِ الكوفةِ قال: أَوَلَيْسَ عِنْدَكم ابن أُمِّ عَبْدٍ صاحِبُ النَّعلَيْنِ والوسادَةِ والمِطْهَرَةِ، وفيكم الذي أَجارَهُ الله من الشَّيطانِ على لسانِ نبيهِ؟ - يعني: عَمَّارًا -، أَوَلَيْسَ فيكم صاحِبُ السِّرِّ الذي لا يَعْلَمُه غيرُه؟ - يعني: حُذَيفَةَ -.
قوله:"أوليسَ عِندَكم ابن أمِّ عبدٍ صاحبُ النَّعلين والوِسادة والمِطْهرة": خصَّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الأشياء الثلاثة، أخذِ النعلين إذا جلس مجلسًا ووضعِهما إذا قام من ذلك المجلس، ووضعِ الوسادة إذا أراد أن ينام، وحَمْلِ المِطْهرة إذا أراد أن يتوضأ، وفيه دليل على جواز الرجل أن يستخدم أحدًا في هذه الثلاثة، وغيرها قياسًا عليها.
وسرُّ هذا الاستخدام أنه - رضي الله عنه - استفاد من كلِّ خدمة نوعًا من العلوم من آداب تلك الخدمة فرضها وسنَّتِها وغيرِ ذلك، وكان في ذلك إشارة إلى آداب