١٣٣٣ - وقال:"مَن أَنْفَقَ زَوجَينِ من شيءٍ من الأشياءِ في سبيلِ الله دُعِيَ من أَبوابِ الجنةِ، وللجنةِ ثمانية أبوابٍ، فمَن كانَ مِن أهلِ الصلاةِ، دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كانَ مِن أَهلِ الجهادِ دُعيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دعُي من باب الصَّدَقةِ، ومَنْ كانَ مِن أهلِ الصِّيامِ دُعي من بابِ الرَّيانِ"، فقالَ أبو بَكْرٍ: ما على مَن دُعيَ من تلكَ الأبوابِ مِن ضرورةٍ، فهل يُدعَى أحدٌ من تلك الأبواب كلِّها؟، قال:"نعم، وأَرجُو أنْ تكونَ مِنْهم".
قوله:"مَن أَنفق زوجَين من شيءٍ من الأشياء"، قد جاء في بعض الروايات: أنه قيل لرسول الله عليه السلام: "وما زوجان؟ قال: فَرَسَانِ أو عَبْدَانِ أو بَعِيرانِ من إبله"؛ معناه: مِن كل شيءٍ يُتصدَّق به يُشفَع من ذلك الجنس؛ أي: يُعطَى شيئَين لا شيئًا واحدًا، فإن أَعطَى الدرهمَ يُعطَى الدرهمَين، وإن أَعطَى ثوبًا يُعطَى ثَوبَين، وكذلك جميع الأشياء.
قوله:"فمَن كان من أهل الصلاة"؛ يعني: مَن كان يُكثر صلاةَ النافلة إذا قَرُبَ من الجنة نُودِيَ من باب الصلاة: يا عبدَ الله! ادخلِ الجنةَ من هذا الباب.
"ومَن كان من أهل الجهاد"؛ يعني: يُكثر الجهادَ نُودِيَ أيضًا من باب الجهاد، وكذلك جميع الخيرات.
قوله:"من باب الريَّان": ضد (العطشان)؛ يعني: يُسقَى الصائمُ من ذلك الباب شرابًا طهورًا قبل أن يدخلَ وسطَ الجنة؛ ليزولَ عطشُ الصيام عنه.
قوله:"ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة"، (ما): نفي، و (مِن) في (من ضرورة): زائدة؛ لأن (مِن) بعد حرف النفي لا تكون إلا زائدة، إلا ما شذَّ، وتقديره: ما ضرورةٌ؛ أي: ليس ضرورةٌ على مَن دُعي من تلك الأبواب واحتياجٌ؛ يعني: لو دُعِيَ من بابٍ واحدٍ يحصل مرادُه، وهو دخولُ الجنة، وليس عليه ضرورةٌ واحتياجٌ إلى أن يُدعَى من جميع الأبواب،