للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "يا أبا المنذرِ! أتدري أيُّ آيةٍ من كتاب الله معك أعظمُ؟ "، (أبو المنذر): كنية أُبيَّ بن كعب.

كان أبيٌّ يعلمُ أيَّ آية أعظم حين سأله رسول الله - عليه السلام - عن ذلك، ولكن لم يجبه تعظيمًا لرسول الله عليه السلام، وتواضعًا عن نفسه؛ فإنه لو أجابه أولَ ما سأله، لكان إظهارًا لعلمه.

ويحتمل أنه سكت عن الجواب؛ لتوقُّعِ أنَّ رسول الله - عليه السلام - يخبره بآية أخرى أنها أعظم، أو يخبره بفائدة، فلمَّا كرَّر النبيُّ السؤالَ علم أن النبي - عليه السلام - يطالبه بالجواب، ويريدُ امتحانَ حفظه ودرايته فيما أخبره - عليه السلام - قبل هذا، فأجابه بأن أعظمَ الآيات آيةُ الكرسي؛ لأن فيها بيانَ أن لا إله إلَّا الله، وبيانَ كونه حيًا قيومًا، وأن لا تأخذه سنة ولا نوم، وأن ملك السماوات والأرض له، وبيانَ قهره وعظمته بحيثُ لا يقدر أحدٌ على الشفاعة إلَّا بأمره، وبيانَ أنه يعلمُ جميعَ الأشياء؛ ماضيها ومستقبلها، وبيانَ أنه لا يعلم الغيبَ أحدٌ غيرُه إلَّا هو إلَّا بتعليمه، وبيانَ أن كرسيَّه عظيم بحيث السماوات والأرض فيه كحلقة في مَفازة، وبيانَ أنه تعالى يحفظُ السماوات والأرض بحيث لا يصلُ إليه ثقل وتعب، وبيانَ أنه أعلى من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وهذه الأشياء ليست موجودةً مجموعةً في آية سوى هذه الآية.

قوله: "فضربَ في صدري"؛ أي: ضربَ رسولُ الله - عليه السلام - يده على صدري من التلطُّف، "فقال: ليَهْنِكَ العلمُ"؛ أي: ليكن العلم هنيئًا مريئًا، هذا دعاءٌ له، وإخبارٌ بأنه عالم.

* * *

١٥٢٣ - عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - أنّه قال: وَكَّلَني رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بحِفظِ زَكاةِ رمَضانَ، فَأتاني آتٍ، فجَعَلَ يَحْثو مَنَ الطَّعامِ، فأخَذْتُهُ فقلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>