قوله:"إلا أُعطِيتَهُ"؛ يعني: أعطيت ثوابَ ما تقرأ، أو أُعطِيت ما تسألُ من الله الكريم من حوائجك في الدنيا والآخرة.
* * *
١٥٢٥ - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: لمَّا أُسْرِيَ برسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - انْتُهِيَ بهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، فأُعْطِيَ ثَلاثًا: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ، وخَوَاتِيمَ سُورةِ البقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بالله مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا المُقْحِمَاتُ.
قوله:"وغُفِرَ لمن لا يشركُ بالله من أمته شيئًا المُقحِماتُ": مفعول ثانٍ لـ (غفر) والمفعول الأول (لمن لا يشرك).
و (المُقحِمات): جمع مُقحِمة، وهي اسم فاعل من (أقحم): إذا أدخل شيئًا في موضعِ بالعُنفِ، و (أقحم): إذا أهلك، والمراد ها هنا بالمقحمات: الذنوب الكبائر التي تُدخِلُ صاحبَها النار؛ يعني: أعطى الله نبيَّه الشفاعةَ لأهل الكبائر.
* * *
١٥٢٦ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الآيتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البقَرَةِ منْ قَرَأَ بِهِمَا في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ".
قوله:"آيتانِ من آخرِ سورةِ البقرةِ مَنْ قرأ بهما في ليلةٍ كفتاه"، أراد بهاتين الآيتين:{آمَنَ الرَّسُولُ}[البقرة: ٢٨٥] ... إلى آخر السورة.
(كفتاه)؛ أي: دفعتا عن قارئهما شرَّ الإنس والجن، وهو من (كفى يكفي كفاية): إذا دفعَ عن أحد شيئًا، وأغناه.