بواجب، بل هو مستحبٌّ؛ لأن المؤمن مقرٌّ بقلبه بما أمر الله تعالى، والإيمانُ ثابتٌ في قلبه، فلو لم يتلفظ بكلمتي الشهادة عند الموت فلا بأسَ عليه، ولهذا لا نحكمُ بكفر من مات ولم نسمعْ منه كلمتي الشهادة عند النزع من المسلمين.
رواه فَرْوةُ بن نوفل بن معقل الأشجعيُّ.
* * *
١٥٦١ - وقال عُقْبة بن عامِرٍ - رضي الله عنه -: بَيْنَا أنا أَسِيْرُ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بينَ الجُحْفَة والأَبْوَاءِ إذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فجعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يتَعَوَّذُ بـ:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ويقول:"يا عُقبَةُ!، تَعَوَّذْ بهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بمثلِها".
قوله:"الجُحْفة والأبوَاءِ": هما اسما موضعين.
"غَشِينا"؛ أي: جاءنا.
"فجعل رسول الله عليه السلام"؛ أي: طفِقَ.
قوله:"فما تعوَّذ متعوِّذٌ بمثلها"؛ يعني: ليس مثل هاتين السورتين، بل هاتان السورتان أفضلُ التعاويذ.
* * *
١٥٦٣ - عن عُقْبة بن عامِرٍ قال: قُلْتُ: يا رسولُ الله!، أقرأُ سُورَةَ هُودٍ أو سورةَ يوسُف؟، قال:"لنْ تَقرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ الله مِنْ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ".
قوله:"أقرأُ سورةَ هود"، الهمزة للمتكلم، وكان أصله: أأقرأ؟ الهمزة الأولى للاستفهام، فحُذِفت همزة الاستفهام للعلم بها.