فاسْترجَعَ، ثمَّ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:"مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ الله بهِ، فإنَّهُ سَيَجيءُ أقوامٌ يقرَؤونَ القُرآنَ يسأَلُونَ بِهِ النَّاسَ".
قوله:"على قاصًّ" بتشديد الصاد؛ أي: على رجل يقول القصص، و"يقرأ" القرآن، "ويسألُ" الناس شيئًا من مال الدنيا بالقرآن.
"فاسترجعَ"؛ أي: قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا الكلام يقال عند نزول مصيبة، وهذا مصيبة؛ لأنه من علامات القيامة، ولأنه بدعةٌ، وظهورُ البدعة بين المسلمين مصيبةٌ.
قوله:"فليسأل الله به"؛ يعني: فليسأل من الله الجنةَ واللقاءَ، وليعوذَ به من النَّار، وصورته: أن يقرأ القرآن، فإذا فرغَ يدعو، ويسأل الله الجنة، ويسأل ما يشاء من أمر الدين والدنيا، ويحتمل أن يكون المراد منه أن يقول: يا رب! بحق القرآن أن تعطيني كذا وكذا.