للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتقدير: كان بعدَ الإسلامِ القصاصُ؛ يعني: قد غفر له ما فعل قبل الإسلام ولكن يطالب بعد الإسلام بما فعل من السيئات وما عليه من حقوق الآدميين.

قوله: "والحسنة بعشر أمثالها"؛ يعني: وكانت الحسنة بعد الإسلام بعشر أمثالها؛ بخلاف قبل الإسلام؛ فإنه إذا عمل حسنةً في الكُفر ثم أسلم يعطى بكلِّ حسنة ثواب حسنة واحدة.

* * *

١٧٠١ - وقال: "إنَّ الله كتبَ الحسَناتِ والسِّيئاتِ، فمَنْ همَّ بحسنةٍ فلمْ يَعملْها كتَبها الله لهُ عندَه حسَنةً كاملةً، فإنْ همَّ بها فعمِلَها كتبَها الله لهُ عندَهُ عشرَ حسَناتٍ إلى سَبْعمائةِ ضعْفٍ إلى أَضعافٍ كثيرةٍ، ومَنْ همَّ بسِّيئةٍ فلم يعمَلْها كتبَها الله لهُ عندَه حسَنةً كاملةً، فإنْ هوَ همَّ بها فَعَمِلَهَا كتَبها الله له سيئةً واحدةً".

قوله: "إن الله كتب الحسنات والسيئات"؛ يعني: إن الله كتب في اللوح المحفوظ.

"فمن هَمَّ"؛ أي: قصد أن يعمل حسنة.

"فلم يعملها" لعذرٍ؛ مثل أن ينوي إعطاء صدقة فلم ييسر له ذلك لعدَم المال، أو لعدم الفقير، أو لعذرٍ آخرَ، كتب الله ذلك الهمَّ والقصدَ حسنة، وإن عملها كتب الله له عشر حسنات ويزيد إلى ما شاء الله.

"ومن همَّ أن يعمل سيئة فلم يعملها" خوفًا من الله، كتب تلك السيئة حسنة؛ لأن تركَ السيئةِ من خوف الله حسنةٌ، كان عَمِلَ تلك السيئةَ كتب له سيئة واحدة؛ بخلاف الحسنة؛ فإنه إذا عَمِلَ الحسنةَ كتَبَ له بكلِّ حسنة عشرَ حَسَنات إلى سبع مئة ضعف ويزيد، وإنما كان كذلك؛ لأنَّ رحمتَه أكثرُ من غضبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>