معذور؛ لأنه لا استطاعة له، والكسلان غير معذور لوجود الاستطاعة له.
و (الهرم) و (الكبر) - بفتح الباء -: طول العمر، وأعاذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الهرم وسُوءِ الكِبَر، والمراد بهما: طول العمر بحيث يصير الرجل خَرِفًا، وإن صار خرفًا يصير حقيرًا ذليلًا عند الناس، ويصير عاجزًا عن الحركة ويحتاج إلى معاونة الناس، وهو مَرَضٌ، بل أشدُّ الأمراض.
قال الخطَّابي رحمة الله عليه: وروي "سوء الكِبْر" بسكون الباب، والأول أصح. هذه عبارته؛ يعني: الرواية الصحيحة "وسوء الكِبر" بفتح الباء لا بسكونها، ومن روى بسكون الباء: معناه التكبر، وهو مذموم أيضًا.
قوله:"وإذا أصبح قال ذلك أيضًا"؛ يعني قال:(أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله ... إلى قوله: من الهرم والكبر) إلا أنه أبدل الليلةَ باليوم فقال: (اللهم إني أسألك من خير هذا اليوم وخير ما فيه).
قوله:"وفي رواية: رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر"؛ يعني: قرأ بعد قوله: (من الهرم والكبر): (رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر).
* * *
١٧٠٦ - عن حُذيفةَ - رضي الله عنه - قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِن اللَّيلِ وضَعَ يدَه تحتَ خدِّه، ثم يقول:"اللهمَّ باسمِكَ أَموتُ وأَحيا"، فإذا استَيْقَظَ قالَ:"الحمدُ للهِ الذي أَحيانا بعدَ ما أَماتَنا، وإليهِ النُّشورُ".
قوله:"الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا"، قال الخَطَّابي: هذا مجاز؛ لأن الحياة غيرُ زائلة عند النوم، لكن جعل السكون عن الحركات وزوال القوة عند النوم بمنزلة الموت فقال:(بعدما أماتنا)؛ أي: رَدَّ علينا القوة والحركة بعد أن أزالهما مِنَّا بالنوم.