للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٨٣ - عن مُعاذٍ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "استعيذُوا بالله من طَمَعٍ يَهْدي إلى طَبَعٍ".

قوله: "استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع"، قال أبو عبيدة: الطبع: العيب والدَّنسَ، وكلُّ شيئين في دين ودنيا فهو طبع؛ يعني: من الحرص الذي يجر إلى صاحبه الذُّلَّ والعَيب.

* * *

١٧٨٤ - وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: أخذَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيَدي، فنظرَ إلى القمَرِ، فقال: "يا عائشةُ، استعِيْذي بالله {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} وهذا غاسِقٌ إذا وَقَبَ".

قوله لعائشةَ حين نظرَ إلى القمر: "استعيذي بالله {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}، هذا غاسقٌ إذا وَقَبَ".

(غَسَقَ): إذا أَظْلَمَ، (وَقَبَ): إذا دخلَ ظلامُ الليل، تكون فيه الآفاتُ من تَفَرُّقِ الجِنِّ على أبواب البيوتِ والسِّكك، وَيخْطَفُون الناسَ، ويكون في الليل أيضًا السارق، ويكثر فِسْقُ الفُسَّاقِ، وغير ذلك، وإذا أظلمت السماءُ بكسوفِ الشمس أو خُسوفِ القمر، واشتدادِ السحابِ والرِّيح، لا يُؤْمَنُ من نزول العذاب، فإذا كانت الآفات والعذابُ غيرَ مأمونةٍ عند ظهور الظلام، فيُستحَبُّ الاستعاذةُ بالله من الآفات والعذاب عند ظهور الظلام.

قوله: "هذا غاسقٌ إذا وقب"، هذا إشارةٌ إلى القمرِ، وأراد بقوله: (وَقَبَ) دخولَ القمرِ في موضعِ غيبوبته.

ذكر في "الفائق" أنه أراد بقوله: (إذا وقب): خسوفَ القمر، يعني إذا خَسَفَ استعيذي بالله من الآفات والبلاء.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>