١٧٩٧ - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّه قال: كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحيُ سُمِعَ عِنْدَ وَجْهِهِ دَوِيٌ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، فَأَنْزَلَ الله يومًا، فَمَكَثْنا سَاعةً، فَسُرِّيَ عَنْهُ، فاَسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ:"اللهمَّ زِدْنَا ولا تَنْقُصْنا، وأكْرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأعْطِنَا ولا تَحرِمْنا، وآثِرْنَا ولا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وأَرضنَا وارْضَ عَنَّا"، ثُمَّ قال:"أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آياتٍ، مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ"، ثُمَّ قرأَ:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حَتَّى خَتَمَ عَشَرَ آياتٍ.
قوله:"سُمِعَ عند وَجْهِه" دَوِيٌّ "كَدَويِّ النَّحْل".
(الدَّويُّ): الصوتُ الذي لا يُفهَمُ منه شيءٌ، وهذا الصوتُ هو صوتُ جبريلَ عليه السلامُ يبلِّغُ إلى رسولِ الله عليه السلام الوحيَ، ولا يُفْهِمُ الحاضرين مِن صوتِه شيئًا.
"فسُرِّيَ"؛ أي: أُذْهِبَ عنه ذلك الاشتغالُ والاستغراقُ باستماعِ الوَحْيِ.
"ولا تُهِنَّا"؛ أي: ولا تُذِلَّنا، وأصلُه:"ولا تُهْوِنْنَا"، فنُقِلَتْ كسرةُ الواو إلى الهاء، وحُذفت الواوُ لسكونها وسكونِ النون الأولى، ثم أُدغمتِ النونُ الأُولى في الثانية.
"وآثِرْنا"؛ أي: اخترْنا، وهو أمر مخاطَب مِن (آَثَر): إذا اختارَ أحدٌ شيئًا.
"ولا تُؤْثِر"؛ أي: ولا تختَرْ علينا أحدًا، فتُعَزِّزَه وتُذِلَّنا؛ يعني: ولا يَغْلِبْ علينا أعداؤنا.
قوله:"مَنْ أَقامَهنَّ"؛ أي: من عَمِلَ بهنَّ.
هذا آخرُ (جامعِ الدعاء)، ويتلوه (كتاب المناسك)، وإلى ها هنا مجلَّدٌ تامٌّ، والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه محمَّد وآله أجمعين.