والثالثة: ترغيبُهم على مَسْحِ الحجر الأسود؛ لينالوا بركَته، ولتنتقلَ ذنوبُهم من أبدانهم إليه.
والرابعة: امتحانُ إيمانهم، فإنْ كان كاملَ الإيمان يَقبَلُ هذا بلا تردد، وضعيف الإيمان يتردَّد فيه، والكافر يُنْكِرُه.
* * *
١٨٦٢ - وعنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الحَجَرِ:"والله لَيَبْعَثَنَّهُ الله يَوْمَ القِيامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، ولِسانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ على مَنِ اَسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ، وعلى مَنِ استلَمَهُ بغير حقٍّ".
قوله:"يشهَدُ على من استلمَه بحقٍّ"، (على) ها هنا بمعنى اللام؛ لأن (اللام) للنفع و (على) للضرر، يعني: منِ استلمَه عن اعتقادٍ صحيحٍ، وإعزازٍ له، يشهدُ له بخير، ومن استلمَه عن نية الاستهزاء والاستخفافِ يشهَد عليه بِشَرٍّ، ويكون خصمَه يومَ القيامة، وعلى هذا جميعُ المساجد والبقَاع.
فمن عظَّم موضعًا شَرَّفَه الله يكون ذلك شفيعًا، ومن حقَّره وفعلَ فيه فِعلًا يتعلَّقُ بالاستهزاء والاستخفاف يكون ذلك الموضع خَصْمًا له يوم القيامة.
* * *
١٨٦٣ - وعن ابن عُمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إنَّ الرُّكْنَ والمَقَامَ ياقُوتَتَانِ مِنْ ياقُوتِ الجَنَّةِ طَمَسَ الله نُورَهُمَا، ولَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهما لأَضَاءَا مَا بين المَشْرِقِ والمَغْرِبِ".
قوله:"طمسَ الله نورَهما"؛ أي: أذهبَ الله نورَهما، وعِلَّةُ إذهابِ الله نورَهما؛ ليكون إيمانُ الناس بكونِهما حقًا، ومعظَّمًا عند الله إيمانًا بالغيب، ولو