قولها:"وإن مئزَره ليدورُ من شِدَّةِ السَّعْي"؛ يعني: مئزرُه يدورُ حولَ رِجليه، ويلتفُّ برجليه من شِدَّةِ عَدْوِه.
"فإن الله كتبَ عليكم السَّعْيَ"؛ أي: فرضَ عليكم السَّعْيَ بين الصَّفَا والمروةِ، ومن لم يَسْعَ لم يَصِحَّ حَجُّه عند الشافعي ومالك وأحمد.
وقال أبو حنيفة - رضي الله عنه -: السعيُ بين الصَّفَا والمروةِ تطوُّعٌ، وليس من أركانِ الحج.
* * *
١٨٦٧ - عن قُدَامَةَ بن عبد الله بن عَمَّارٍ قال: رَأَيْتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ على بَعِيرٍ، لا ضَرْبَ ولا طَرْدَ، ولا إلَيْكَ إلَيْكَ.
قوله:"لا ضَرْبَ ولا طَرْدَ، ولا إليكَ إليكَ"؛ يعني: ليس عادةُ النبي عليه السلام كعادةِ الملوك بأن يَضْرِبَ ويَطْرُدَ الناسَ من حوالَيه، بل يمشي عنده كلُّ مَنْ شاء من الفقير والغنيِّ، والصغير والكبير.
قوله:"ولا إليك إليك"؛ يعني: لا يقال لأحد: ابعد ابعد.
* * *
١٨٦٨ - عن ابن يَعْلَى، عن أبيه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - طَافَ بالبَيْتِ مُضْطَبعًا ببُرْدٍ أَخْضَرَ.
قوله:"طاف بالبيت مُضْطَبعًا ببُرْدٍ أخضرَ"، (الاضطباع): أن يَجعلَ وسطَ ردائه تحت عاتقِه الأيمن، ويطرحَ طرفيه على عاتقه الأيسر، وفعلَ هذا لإظهارِ الرجولية كما قلنا في الرَّمَل، والاضطباعُ في الطَّوافِ والسَّعْيِ سُنَّةٌ.