للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"نَصَّ"؛ أي: ساق دابَّته سوقًا شديدًا، يعني: إذا كان في الطريق ازدحامُ الناس يسير سيرًا غيرَ سريع، كي لا يتأذَّى الناس بصدْمةِ دابته، وإذا وجد في الطريق موضعًا خاليًا أسرع.

* * *

١٨٨٠ - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: أَنَّه دَفَع مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ عرَفَةَ، فَسَمِعَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وراءَهُ زَجْرًا شَديدًا، وضَرْبًا للِإبلِ، فأَشَارَ بسوْطِهِ إلَيْهِمْ، وقال: "يا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بالسَّكِينَةِ، فإنَّ البرَّ لَيْسَ بِالإِيْضَاعِ".

قوله: "فإن البرَّ ليس بالإيضاع"؛ (الإيضاعُ): الإسراع، يعني: الإسراعُ ليس من البرِّ إذا كثُرَ الناسُ في الطريق، فإن الإسراعَ في مثل هذه الحالة يؤذي الناس بصدمة الدوابِّ والرِّحالِ، ولا خير في هذا، بل الخيرُ في الذهاب على السكون في مثل هذه الحالة.

* * *

١٨٨١ - وعن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: أَنَّ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ كَانَ رِدْفَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَرَفَة إلى المُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الفَضْلَ مِنَ المُزْدَلِفَة إلى مِنًى، فكِلاهُما قال: لَمْ يَزَلِ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُلَبي حتَّى رمى جَمْرَةَ العَقَبةَ".

قوله: "لم يزل النبي - عليه السلام - يلبي حتى رمى جمرة العَقَبة"، (جمرة العقبة): الموضعُ الذي يرمي فيه الحجاج في يوم العيد، وفي يوم العيد لا يُرمى في غير هذا الموضع.

هذا الحديث يدلُّ على أن التلبية من وقت الإحرام إلى رميِ جمرة العقبة في يوم العيد مأمورٌ، وقد ذكرنا أن التلبية سُنَّةٌ في قول، واجبٌ في قول.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>