٢٢٣٦ - وقال:"مَنْ صُنِعَ إليه مَعْروفٌ فقال لفاعِلِه: جزاكَ الله خيرًا، فقد أبلغَ في الثناءِ".
قوله:"فقد أبلغ في الثناء"؛ يعني: فقد بالغ في أداء شكره.
روت هذا الحديث أسماء بنت أبي بكر.
* * *
٢٢٣٧ - وقال:"مَنْ لم يَشْكرِ النَّاسَ لم يشكرِ الله".
قوله:"من لم يشكر الناس لم يشكر الله" هذا تحريضٌ على معرفة حقوق الناس؛ لأن المعطي اثنان: أحدهما: الرجل الذي أعطاك، والثاني: هو الله تعالى؛ لأن الله تعالى قدَّر إيصالَ الأرزاق إلى العباد بالأسباب والوسائط: يرزق بعضَهم بواسطة حرفة، وبعضهم بواسطة تجارة، وبعضهم بواسطة زراعة، وبعضهم بواسطة تصدُّقٍ عليه وإعطاءِ الزكاة والسؤال، وغير ذلك.
فالمعطي في الظاهر هو الذي أعطاك شيئًا، وفي الحقيقة هو الله, فإذا كان المعطي لعطائك اثنين، فلو تركت شكر مَن أعطاك في الظاهر كره الله عدم أداء شكر ذلك الرجل منك، فلا يقبل الله شكرك إياه، أو لا يقبل كمال شكرك إياه؛ لأنك خالفت أمره بتركك شكرَ مَن أمرك بشكره.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
٢٢٣٨ - وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: لمَّا قدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ أتاهُ المهاجرونَ فقالوا: يا رسولَ الله! ما رأيْنا قومًا أبذَلَ مِن كثيرٍ، ولا أحسنَ مواساةً مِن قليلٍ، مِن قومٍ نزلْنا بينَ أَظْهُرِهم، لقد كَفَوْنا المؤنةَ وأشرَكُونا في