الشاة؛ يعني: لتُعْطِ كلُّ جارة جارتَها نصيبًا مما عندها من الطعام، وإن كان شيئًا قليلًا.
* * *
٢٢٤١ - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثٌ لا تُردُّ: الوَسائدُ، والدُّهنُ، واللَّبن"، غريب. قيل: أرادَ بالدُّهنِ: الطِّيبَ.
قوله:"ثلاث لا تُردُّ: الوسائد والدهن واللبن"؛ يعني: إذا أعطاكم أحدٌ وسادة لتجلسوا عليها أو تتكئوا عليها فاقبلوها، وكذلك إذا أعطاكم أحد طيبًا أو لبنًا فاقبلوه؛ لأن المنة فيهن قليل، ولأنكم لو لم تقبلوا هذه الأشياء يتأذى المعطي منكم، ويحصل بينكم بغض وعداوة.
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ويُثيب عليها؛ أي: يعطي عوضها.
أما قبول هديته؛ فلتطيبَ قلوب المسلمين، وأما دفعُ عوضها إليهم، فكيلا يكون لأحد عليه منةٌ ونعمة.
* * *
٢٢٤٢ - عن أبي عثمانَ النَّهديِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُعطِيَ أحدُكم الرَّيْحانَ فلا يرُدَّه، فإنه خرجَ مِن الجنةِ"، مرسَلٌ.
قوله:"إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يردَّه، فإنه خرج من الجنة"، (الريحان): كلُّ نبتٍ له رائحة طيبة.
"خرج من الجنة"؛ يعني: أصل الطيب في الجنة، وخلق الله الطيب في الدنيا ليتذكر العباد بطيب الدنيا طيبَ الآخرة، ويرغبوا في الجنة، ويزيدوا في الأعمال الصالحة؛ ليصلوا بها إلى الجنة، وليس المراد أن ريحان الدنيا