قوله:"أمَا علمتَ أنَّ الفخذَ عورةٌ؟ "، وقد ذكرْنا: أنَّ عورةَ الرجل ما بين السُّرة والرُّكبة.
واعلمْ أنَّ الفخذَ إذا كان اسمَ قبيلةٍ خاؤها ساكنةٍ، وإذا كان اسمَ العضو [فـ]ـخاؤها مكسورةٌ، وقيل: يجوز تسكينُ الخاء وكسرُها في اسم القبيلة وفي العضو المعروف كلاهما.
رَوى هذا الحديثَ جَرْهَد.
* * *
٢٣١٤ - وقال لمَعْمَرٍ:"يا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَيك فإن الفَخِذَينِ عَورةٌ".
قوله:"يا مَعمرُ! غَطِّ فَخذَيك"، (غطَّ): أمرُ مُخاطَبٍ مُذكَّرٍ، من (التغطية)، وهي السَّتر.
معنى هذا الحديث ظاهرٌ، ونزيده بيانًا، وهو: أنَّ سترَ العورة في الصلاة واجبٌ، سواء كان المُصلَّي في موضعٍ هناك أحدٌ أو في موضعٍ خالٍ بلا خلاف، وأمَّا في غير الصلاة [فـ]ـيجبُ سترُ العورة إن كان هناك أحدٌ بلا خلافٍ، وإن كان في موضعٍ خالٍ [فـ]ـفيه قولان: الأصحُّ أنَّ السترَ واجبٌ؛ لأنَّ الله تعالى أَولى بأن يُستحيَى منه، وكذا الملائكةُ.
وفي قولٍ: لا يجب؛ لأنَّ السترَ من البشر واجبٌ، لا من غيره.
* * *
٢٣١٥ - وقال:"إيَّاكم والتعرِّيَ، فإنَّ معَكم مَن لا يفارقُكم إلا عندَ الغائِطِ، وحينَ يُفضي الرَّجلُ إلى أهلِهِ، فاستحْيُوهم وأكرِمُوهم".
قوله:"إيَّاكم والتعرِّي"؛ يعني: احذروا من كشفَ العورة؛ فإنَّ الملائكةَ معكم لا يُفارقونكم إلا عند تغوُّطِكم ومُجامعتِكم النساءَ، فإذا كانوا معكم