وإنما قالت هذا الكلام لكي لا يدخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيتَ زينبَ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحترزُ عن أكل شيء يكون له رائحةٌ كريهةٌ مُنكَرةٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا بأسَ! شربتُ عسلًا"، وجاء في رواية أخرى: أنها قالت: جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُطَ، (العُرْفط): شجر المَغَافير؛ يعني: أكلتِ النحلةُ التي منها هذا العسل من شجر العُرْفُط، فلهذا يوجد منك ريحُ المَغَافيرِ بأن شربتَ ذلك العسل.
قوله:"لا تُخبري بذلكَ أحدًا": إنما قال ذلك كي لا تعرفَ زوجاتُه وغيرُهنَّ: أنَّه أكل شيئًا له رائحةٌ كريهةٌ.
* * *
مِنَ الحِسَان:
٢٤٤٨ - عن ثوبانَ قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنَّةِ".
قوله:"أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ, فحرامٌ عليها رائحةُ الجنة"، (في غير ما بأس)؛ أي: من غير أن يكونَ في مضاجعتِها الزوجَ بها ضررٌ.
هذا زجرٌ عن طلب المرأة الطلاقَ من غير ضرورة.
* * *
٢٤٥٠ - وعن عليٍّ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه قال: "لا طلاقَ قبلَ نكاحٍ، ولا عَتاقَ إلَّا بعدَ مِلْكٍ، ولا وِصالَ في صيامٍ، ولا يُتْمَ بعدَ احتلامٍ، ولا رَضاعَ بعدَ فِطامٍ، ولا صَمْتَ يومٍ إلى الليلِ".
قوله:"لا طلاقَ قبل نكاح": فلو قال رجلٌ لامرأة قبل أن يَنكحَها: