٢٥٩٢ - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تردَّى مِن جبلٍ فقتلَ نفسَه فهو في نارِ جهنمَ يترَدَّى فيها خالدًا مُخلَّدًا فِيها أبدًا، ومَن تَحَسَّى سُمًّا فقَتَلَ نفسَه فسمُه في يدهِ يتحسَّاهُ في نارِ جهنمَ خالِدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن قتلَ نفسَهُ بحديدَةٍ فحديدتُه في يدهِ يَجَأ بها في بطنِهِ في نارِ جهنمَ خالِدًا مخلَّدًا فيها أبدًا".
قوله:"يتردَّى فيه خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا"، تردَّى يتردَّى: إذا سقط، الضمير في (فيه) يعود إلى جهنم، (خالدًا مخلدًا): منصوبان على الحال من الضمير في (يتردَّى).
يعني: مَن قتل نفسَه بالتردِية من مكان علوًّ، واستحلَّ هذا الفعل، يصير كافرًا، ويُعذِّب نفسَه بالتردية من مكان علو في نار جهنم خالدًا مُخلَّدًا، كما فعل بنفسه في الدنيا، وإذا لم يَستحلَّ هذا الفعلَ، ومات قبل التوبة، فهو إلى الله؛ إن شاء عذَّبه، وإن شاء عفا عنه.
قوله:"ومَن تحسَّى سمًا": شربه.
قوله:"يَجَأ به في بطنه"، (وَجَأهُ بالسكين)؛ أي: ضربَه.
* * *
٢٥٩٣ - وقال:"الذي يخنُق نفسَه يخنُقُها في النَّار، والذي يطعنُها يطعنُها في النار".
٢٥٩٤ - عن جُندبِ بن عبدِ الله قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كانَ فيمن كانَ قبلَكم رجلٌ به جُرحٌ فجزِعَ، فأخذَ سِكَّينًا فَحَزَّ بها يدَهُ فما رَقَأَ الدَّمُ حتى ماتَ،