نفسِهِ أنهُ أصابَ امرأةً حرامًا، أربعَ مراتٍ، كلَّ ذلكَ يُعرِضُ عنهُ، فأَقبَلَ في الخامسةِ فقالَ:"أَنِكْتَها؟ " قال: نعم، قال:"حتى غابَ ذلكَ منكَ في ذلكَ منها"، قال: نعم، قال:"كما يغيبُ المِرْوَدُ في المُكْحُلَةِ، والرِّشاءُ في البئرِ"، قال: نعم، قال:"هل تَدري ما الزِّنا؟ " قال: نعم، أَتَيْتُ منها حَرامًا ما يأتي الرَّجُلُ مِن أهلِهِ حَلالاً، فأَمَرَ بهِ فرُجِمَ، فسمعَ نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - رجُلينِ مِن أصحابهِ يقولُ أحدُهما لصاحبه: انظرْ إلى هذا الذي سترَ الله عليهِ، فلمْ تدعْهُ نفسُه حتى رُجِمَ رجْمَ الكلبِ، فسَكتَ عنهما، ثم سارَ ساعةً حتى مرَّ بجِيفِة حمارٍ شائلٍ برجلِه، فقال:"أينَ فلانٌ وفلانٌ؟ " فقالا: نحنُ ذانِ يا رسولَ الله فقال: "انزِلا فكُلا من جِيفةِ هذا الحِمارِ"، فقالا: يا نبيَّ الله! مَنْ يأكلُ مِنْ هذا؟ قال:"فما نِلتُما مِن عِرْضِ أخيكُما آنِفًا أشدُّ مِن أَكْلٍ منه، والذي نفسي بيدِه إنَّه، الآنَ لَفي أنهارِ الجنَّةِ ينغمِسُ فيها".
قوله:"حتى غابَ ذلك منكَ في ذلكَ منها"، (ذلك) الأول: إشارة إلى آلة الرجل، و (ذلك) الثاني: إشارة إلى آلة المرأة.
قوله:"كما يغيب المرود في المكحلة والرِّشاء في البئر"، (المِرْوَدُ): المِيْلُ، و (المُكْحَلَةِ): الظرف الذي فيه الكُحل، (الرِّشَاء): الحبل، هما كنايتان عن غيبوبة الحشفة في الفرج.
قوله:"فما نلتما من عرض أخيكما آنفًا": (ما) في (ما نلتما) موصول، و (نلتما) - أي: وجدتما - صلتُهُ، والموصول مع صلته مبتدأ، و (أشد) خبره، والضمير العائد إلى الموصول محذوف، تقديره: فما نلتماه.
و (العرض) من الإنسان: ما يمدح ويذم، (آنفًا)؛ أي: الآن والساعة؛