قوله: "يُدْمِنُها"؛ أي: يداومُ على شربها، ولم يتبْ حتى يموتَ على ذلك.
"لم يشرَبْهَا في الآخرة"؛ أي: لم يشربْ خمرَ الجنة؛ ومعناه: أنه لا يدخل الجنة حتى يُطَهَّرَ من ذنبِ شُرْبِ الخمر بأن يعفوَ الله عنه بفضله، أو يعذبُه بقدرِ ذلك الإثم، فإذا طهرَ من ذلك الإثم دخل الجنة وشرب خمرَ الجنةَ لا محالة، ولم يكن أحدٌ دخلَ الجنةَ ولم يشربْ خمر الجنة، بل كلُّ مَنْ دخلَ الجنةَ شربَ من جميع شراب الجنة، وأكل من جميع أطعمتها.
* * *
٢٧٤٢ - وعن جابرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رَجُلاً قدِمَ مِن اليمنِ، فسألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن شَرابٍ يَشربُونَه بأَرضهم من الذُّرَةِ، يُقالُ له: المِزْرُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَ مُسْكِرٌ هو؟ " قال: نعم، قال: "كلُّ مُسكرٍ حرامٌ، إنَّ على الله عهْدًا لِمَن يَشربُ المُسكِرَ أنْ يَسقِيَهُ مِن طِينَةِ الخَبالِ"، قالوا: يا رسولَ الله! وما طِينَةُ الخَبالِ؟ قال: "عَرَقُ أهلِ النَّارِ، أو عُصارةُ أهلِ النَّارِ".
قوله: "عُصَارة أهلِ النَّارِ"؛ أي: ما يسيل عنهما من الصَديد والدَّم.
* * *
٢٧٤٣ - عن أبي قَتادةَ: أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن خَلِيطِ التمرِ والبُسرِ، وعن خليطِ الزبيبِ والتمرِ، وعن خليطِ الزَّهْوِ والرُّطَبِ، وقال: "انتبذُوا كلَّ واحدٍ على حِدَةٍ".
قوله: "نهى عن خليط التمر والبُسْر ... " إلى آخره، قال مالك وأحمد: