الصدقاتِ إعطاءُ خيمةٍ صدقةً في سبيل الله؛ ليستريحَ بظلِّها المجاهدون، وكذلك جميعُ الصدقات ما يكون في سبيل الله منها أفضلُ مما يكون في غيرِ سبيلِ الله.
قوله:"ومِنْحَةُ خادم"؛ أي: إعطاءُ عبدٍ في سبيل الله؛ ليخدمَ المجاهدين.
"أو طَرُوقَةُ فَحْلٍ"، (الطَّرُوقَةُ) - بفتح الطاء -: الناقةُ التي بَلَغَتْ إلى سِنٍّ ينزو عليها الفَحْلُ، والمراد بها: إعطاءُ مركوبٍ في سبيل الله.
* * *
٢٨٩٣ - عن أبي هريرةَ، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يَلِجُ النَّارَ مَن بَكَى مِن خشيةِ الله، حتى يعودَ اللَّبن في الضَّرْعِ، ولا يجتمعُ غُبَارٌ في سبيلِ الله ودُخَانُ جهنَّمَ في مَنْخِرَي مُسلمٍ أبدًا".
ويُروَى:"في جوفِ عبدٍ أبدًا، ولا يجتمعُ الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا".
قوله:"لا يجتمعُ غبارٌ في سبيل الله، ودخانُ جهنَّمَ في مَنْخِرَي مسلمٍ أبدًا"؛ يعني: من دخلَ الغبارُ مَنْخِرَه في الجهاد لا يدخل دخانُ جهنَّم مَنْخِرَه.
قوله:"ولا يجتمعُ الشحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا"؛ يعني: منْ كان في قلبه الشُّحُّ لا يكونُ في قلبهِ الإيمانُ، ومن كان في قلبه الإيمانُ لا يكون في قلبه الشحُّ.
وهذا مَشْكِلٌ إن أريدَ بالشُّحِّ منعُ الزكاةِ مع اعتقاد وجوبها، أو أريدَ به منعُ الصدقات؛ لأن الإيمانَ يجتمعُ في قلبِ مانعِ الصدقات ومانعِ الزكاةِ مع اعتقاد وجوبها.
وتصحيحُ معنى هذا الحديثِ أن نقول: لا يجتمعُ الإيمانُ ومنعُ الزكاةِ مع