٣٠٣٠ - عن أبي رافعٍ قال: بَعَثَتْنِي قُرَيشٌ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُلقيَ في قلبي الإسلام، فقلتُ: يا رسولَ الله! إنَّي والله لا أَرجِعُ إليهم أبدًا، قال:"إنِّي لا أَخِيسُ بالعهدِ ولا أحبسُ البُرُدَ، ولكنْ ارجعْ فإنْ كانَ في نفسِكَ الذي فى نفسِكَ الآنَ فارجِعْ"، قال: فذهبتُ ثم أَتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأَسلمْتُ.
قوله:"لا أخيس"؛ أي: لا أنقض العهد ولا أغدر، "ولا أحبس البرد"، (البُرُد): جمع بريد، وهو الرسول، "فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن"؛ يعني: إن كان في قلبك الإسلام كما كان في قلبك الإسلام الآن "فارجع" يعني: ارجع من بين الكفار إلينا ثم أسلم؛ لأني لو قبلت منك الإسلام الآن ولم أَرُدَّك إليهم لغدرتُ.
* * *
٣٠٣٢ - عن عمرو بن شُعيبٍ، عن أبيه، عن جِّده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ في خُطبتِهِ:"أَوْفُوا بحِلْفِ الجاهليةِ فإنه لا يزيدُه - يعني: الإسلامَ - إلا شِدَّةً، ولا تُحْدِثُوا حِلْفًا في الإسلامِ".
قوله:"أوفوا بحلف الجاهلية فإنه لا يزيده"؛ يعني: الإسلام "إلا شدة"؛ يعني: إن كنتم حلفتم في الجاهلية بأن يعين بعضكم بعضًا ويرث بعضكم عن بعض، فإذا أسلمتم أوفوا بذلك الحلف، فإن الإسلام يحرضكم على الوفاء بالعهد والحلف، ولا يأمركم بنقض العهد وترك الوفاء، ولكن لا تُحدثوا محالفةً في الإسلام بأن يرث بعضكم من بعض.