للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٦٨ - عن أبي مسعودٍ الأنصاريُّ - رضي الله عنه - قال: كانَ رجلٌ مِنَ الأنصارِ يُكنَّى: أبا شُعَيْبٍ، وكانَ لهُ غُلامٌ لحَّامٌ، فقال: اصنَعْ طعامًا يَكفي خَمسةً لَعلِّي أدعُو النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خامِسَ خمسةٍ، فصنعَ طُعَيمًا ثمّ أتاهُ فدعاهُ فتبعَهُمْ رجلٌ، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا شُعيبٍ إنَّ رجُلًا تَبعَنا فإنْ شِئْتَ أذِنتَ لهُ وإنْ شِئْتَ تركتَهُ". قال: لا بلْ أذِنتُ لهُ.

قوله: "لحام"؛ أي: بَيَّاع اللحم.

"خامس خمسة"؛ أي: يكون عددُ المجموع مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خمسةً.

هذا الحديث صريحٌ بأنه لا يجوز أن يدخُلَ أحدٌ في ضيافة قومٍ بغير دعوة، ولا يجوز أيضًا لِمَنْ دعاه المُضيف أن يستصحِبَ أحدًا بغير إذن المُضيف.

* * *

٣٢٦٩ - عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ أو ليلةٍ، فإذا هو بأبي بكرٍ وعُمرَ، فقال: "ما أخْرجَكُما مِنْ بُيُوتِكُما هذِهِ السَّاعَةَ؟ " قالا: الجُوعُ. قال: "أنا والذي نفسي بيدِهِ لأخرَجَني الذي أخرجَكُما، قُومُوا". فقامُوا معَهُ، فأتَى رجُلًا مِنَ الأنصارِ، فإذا هو ليسَ في بيتِهِ فلمَّا رأَتْهُ المرأَةُ قالتْ: مَرْحبًا وأهلًا، فقالَ لها رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أينَ فُلانٌ؟ " قالت: ذهبَ يَسْتَعذِبُ لنا مِنَ الماءِ, إذْ جاءَ الأنصارِيُّ فنظرَ إلى رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحِبَيْهِ، ثُمَّ قال: "الحمدُ لله، ما أَحَدٌ اليومَ أكرمَ أَضْيافًا مِنِّي". قال: فانطلقَ فجاءَهُمْ بعِذْقٍ فيهِ بُسْرٌ وتَمرٌ ورُطَبٌ، فقال: كلوا مِنْ هذِهِ. وأخذَ المُدْيَةَ، فقالَ لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيَّاكَ والحَلُوبَ". فذبحَ لهمْ، فأكَلُوا مِنَ الشَّاةِ ومِنْ ذلكَ العِذْقِ وشَرِبُوا، فلمَّا أَنْ شَبعُوا ورَوُوا قالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بَكْرٍ وعُمرَ: "والذي نفسي بيدِه لتُسْأَلُنَّ عنْ هذا النَّعيم يومَ القيامَةِ، أخرجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ الجُوعُ ثمَّ لمْ تَرجِعُوا حتَّى أَصَابَكُمْ هذا النَّعيمُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>